شركة بريطانية تكشف عن اكتشافات طاقية واعدة في جرسيف

اكتشاف طاقي واعد في جرسيف: "بريداتور أويل آند غاز" تكشف عن نتائج جديدة في المغرب
أعلنت شركة "بريداتور أويل آند غاز" البريطانية عن تحقيق نتائج استكشافية "واعدة" في حقل MOU-5 بمنطقة جرسيف شمال شرق المغرب، مما يعزز من إمكانات المملكة في قطاع الطاقة.

وكشفت الشركة في بيان رسمي أن عمليات الحفر أظهرت وجود تكوينات جيولوجية غنية تشمل الحجر الجيري الكربوني ورمال عالية الجودة، بالإضافة إلى اكتشاف غير متوقع لتركيزات من الهيليوم، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار.

وأوضحت الشركة أن الحفر في بئر MOU-5، الذي بدأ في 3 مارس الجاري واستكمل خلال 10 أيام، كشف عن طبقة رملية بسمك 30 مترًا أسفل التكوين الكربوني، وهي خاصية لم تُرصد من قبل في حوض جرسيف.

كما ساهمت الطبقة الملحية المتحركة في تعزيز سماكة الطبقة العازلة، مما يدعم احتمالية احتواء المنطقة على احتياطيات هيدروكربونية كبيرة. ومع ذلك، أشارت "بريداتور" إلى تعليق الأعمال مؤقتًا لإجراء تقييمات إضافية للبيانات الزلزالية والجيولوجية.

قال بول غريفيثس، المدير التنفيذي للشركة، في تصريح حصري: "إن النتائج في MOU-5 تكشف عن توجه جيولوجي جديد لم يُستكشف سابقًا في حوض جرسيف، مما يعني أننا أمام فرصة لإعادة تقييم إمكانات المنطقة". وأضاف أن الخطوة القادمة ستتركز على جمع بيانات زلزالية ثلاثية الأبعاد لتوضيح حجم الاحتياطيات المحتملة.

لم يقتصر الاكتشاف على الهيدروكربونات فقط، بل شمل رصد الهيليوم في عينات الغاز المستخرجة، خاصة من بئر MOU-3 التي تُعد حاليًا محور اختبارات مكثفة. ويُعتبر الهيليوم موردًا استراتيجيًا نادرًا يستخدم في الصناعات الطبية والتكنولوجية، مما يضيف بُعدًا اقتصاديًا جديدًا لهذا المشروع.

يأتي هذا الاكتشاف في وقت يسعى فيه المغرب لتعزيز استقلاله الطاقي، حيث يقع موقع الحفر على بُعد 2.5 كيلومتر فقط من خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، مما يسهل عمليات النقل والاستغلال التجاري مستقبلًا.

وتتزامن هذه التطورات مع جهود المملكة لتطوير الطاقات المتجددة، ضمن خطة طموحة لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 45.5% بحلول 2030 والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.

تغطي رخصة جرسيف مساحة 4,301 كيلومتر مربع تشمل أربعة تصاريح استكشاف، مع تركيز الشركة على خمسة حقول محتملة (MOU-1 إلى MOU-5).

وتُظهر النتائج الأولية من بئر MOU-5، التي حُفرت بعمق يتراوح بين 800 و1,200 متر، إمكانات العصر الجوراسي كمصدر للغاز البيولوجي.

ومع تأكيد وجود طبقات غازية متعددة في MOU-3، تتجه الأنظار الآن نحو اختبارات إضافية لتحديد الجدوى الاقتصادية.

يندرج هذا التقدم ضمن رؤية الملك محمد السادس لتعزيز الاستثمار في المغرب، حيث يدعم ميثاق الاستثمار الجديد مثل هذه المشاريع عبر حوافز ضريبية وتسهيلات إدارية، مما يجعل المملكة وجهة جذابة للشركات العالمية.

مع استمرار التقييمات، يترقب المراقبون نتائج الدراسات الزلزالية القادمة التي قد تحدد مصير هذا الاكتشاف. فهل ستكون جرسيف نقطة تحول في مسار المغرب نحو الاكتفاء الطاقي؟ الأيام المقبلة ستكشف المزيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق