في خطوة استراتيجية تعكس التزام المملكة المغربية بتعزيز البنيات التحتية وتحقيق التنمية المجالية المتوازنة، أعلنت الجهات الرسمية عن إطلاق مشروع الطريق السيار الجديد الذي سيربط بين فاس وطنجة مرورًا بمدينة وزان، على مسافة تقارب 252 كيلومتراً، ضمن رؤية المغرب 2030.
المشروع الذي طال انتظاره، يُعد نقلة نوعية في جهود فك العزلة عن مناطق ظلت لسنوات خارج خريطة الطرق السيارة، حيث يُرتقب أن يحول الطريق السيار الجديد مدينة وزان ونواحيها إلى محور اقتصادي نشط، يربط العمق التاريخي للمغرب بواجهته المتوسطية.
ووفق المعطيات الرسمية، فإن هذه البنية التحتية ستمكن من تقليص زمن السفر بين فاس وطنجة إلى حوالي ساعتين وعشرين دقيقة فقط، بعد أن كان يتجاوز الأربع ساعات ونصف. ما من شأنه تعزيز الربط بين الشمال والداخل، وتخفيف الضغط عن المحاور الطرقية الحالية، خاصة الطريق السيار الرباط–طنجة.
ويراهن المسؤولون على هذا المشروع لتحقيق أهداف متعددة، من ضمنها تحسين جاذبية المناطق المستهدفة للاستثمار، وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية، إلى جانب تسهيل ولوج السكان إلى الخدمات الحيوية والأسواق. كما يُتوقع أن يُحدث دينامية محلية جديدة تدعم جهود التنمية المستدامة وتقلص الفوارق المجالية.
ويمثل المشروع جزءًا من سياسة شمولية يتبعها المغرب منذ سنوات في مجال تطوير البنية التحتية، بما يعزز تنافسية الاقتصاد الوطني ويرسّخ مبدأ العدالة المجالية، عبر ربط مختلف جهات المملكة بشبكات طرق حديثة وآمنة.
ومع بدء التحضير الفعلي لإنجاز الطريق، تتجه الأنظار إلى المناطق المعنية، حيث يأمل السكان أن يحمل هذا المشروع نهاية لعزلة عمرها عقود، وبداية لعهد جديد من الانفتاح والتنمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق