اعتداء وتهديدات بالقتل تطال "مول الحوت" في أكادير.. والسلطات تفتح تحقيقًا عاجلاً

صورة تُظهر عبد الإله، الملقب بـ'مول الحوت'، أمام محله الجديد في أكادير، حيث يعرض السردين بأسعار رمزية. في الخلفية، تظهر حشود من المواطنين المتجمهرين دعمًا له، وسط أجواء من التوتر بعد تعرضه لاعتداء وتهديدات بالقتل يوم 7 مارس 2025، فيما تقف الشرطة لتأمين المكان

في تطور مثير للجدل، تعرض الشاب المغربي عبد الإله، الملقب بـ"مول الحوت"، إلى تهديدات يوم الجمعة 7 مارس 2025 بمدينة أكادير، وفقًا لتصريحاته الخاصة التي أدلى بها عبر بث مباشر على منصة "تيك توك".

الحادثة، التي أثارت موجة من التعاطف والغضب بين متابعيه، جاءت بعد أيام من افتتاحه محلاً جديدًا لبيع السردين بسعر 5 دراهم للكيلوغرام، في مبادرة لاقت ترحيبًا واسعًا من المواطنين لكنها أثارت استياء بعض الوسطاء في سوق السمك.

ووفقًا لرواية "مول الحوت"، فإن شخصًا يعمل "شناقًا" (وسيطًا في تجارة السمك) حاول الاعتداء عليه بالضرب، متهمًا إياه بـ"تعطيل مصالحهم" بسبب أسعاره المنخفضة التي تحدت الأسعار السائدة في السوق.

وأضاف أن المهاجم وجه له تهديدات مباشرة بالقتل، مما دفعه إلى تقديم شكوى رسمية لدى السلطات الأمنية في أكادير. مصادر مطلعة أكدت أن الشرطة فتحت تحقيقًا عاجلاً للوقوف على ملابسات الحادثة وتحديد هوية المشتبه به.

في بثه المباشر، لم يكتفِ عبد الإله بالحديث عن الاعتداء، بل وجه اتهامات لما أسماهم "لوبيات السمك"، معتبرًا أن هذه الهجمات جزء من "حرب على جيوب المغاربة البسطاء" الذين يستفيدون من مبادرته.

وفي خطوة تصعيدية، أعلن تحديه للوسطاء بتخفيض سعر السردين إلى 4 دراهم فقط، وذلك خلال افتتاح محله الجديد المقرر يوم السبت 8 مارس 2025، داعيًا السلطات المحلية إلى توفير الحماية له ولفريقه بعد تعرض مساعديه أيضًا لمضايقات، بما في ذلك محاولة مطاردة بسيارتين في شوارع المدينة.

هذه الحادثة تأتي في سياق تصاعد الجدل حول أسعار الأسماك في المغرب، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد إقبالًا كبيرًا على السردين كمادة غذائية أساسية. "مول الحوت"، الذي اشتهر في مراكش ببيع السردين بأسعار رمزية، يواصل إثارة النقاش حول دور الوسطاء في رفع الأسعار، مما جعله رمزًا لمقاومة الغلاء في نظر الكثيرين، بينما يراه آخرون مصدر إزعاج للنظام التجاري التقليدي.

حتى الآن، لم تصدر السلطات بيانًا رسميًا حول التحقيق، لكن مصادر مقربة من القضية أشارت إلى أن التحريات جارية للكشف عن دوافع الاعتداء وما إذا كان مرتبطًا فعلاً بمبادرة "مول الحوت" التجارية. من جانبهم، طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتوفير حماية فورية للشاب ودعم مبادراته التي تخدم المواطنين.

مع استمرار هذه الأحداث، تظل الأنظار متجهة نحو أكادير لمتابعة تداعيات هذه القضية التي قد تلقي الضوء على تحديات أعمق في سوق السلع الأساسية بالمغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق