دخل طلبة كلية طب الأسنان بالمركز الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، يوم الإثنين 10 مارس 2025، في إضراب عن التداريب الاستشفائية، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الأوضاع الكارثية" التي يعاني منها المركز. وفي اليوم الثاني من الإضراب، الثلاثاء 11 مارس، يواصل الطلبة تحركهم الاحتجاجي وسط صمت إداري لافت.
أوضح مكتب الطلبة أن الإضراب جاء نتيجة نقص حاد في المعدات الطبية، وتهالك كراسي العلاج في مركز فحص وعلاج الأسنان، مما يهدد جودة تكوينهم الأكاديمي ومستقبلهم المهني. وأشاروا إلى أن الإدارة "تكرر خطاب التطمينات" دون اتخاذ إجراءات ملموسة، رغم محاولات حوار استمرت سنوات دون جدوى.
وكان الطلبة قد نظموا وقفة احتجاجية في 6 فبراير الماضي ببهو المركز، وصفتها لجنتهم بـ"الناجحة باهرًا". وبعد الوقفة، قدمت الإدارة 5 كراسي علاج جديدة، لكنها لم تدخل الخدمة بسبب مشاكل تقنية، فيما ظل تجديد بقية المعدات وتعويض المواد المنفدة مطلبًا عالقًا.
وفقًا لتصريحات مصدر من مكتب الطلبة لـ"الجريدة"، فإن الإضراب مُقرر لمدة 15 يومًا، مع إمكانية التمديد إذا لم تُستجب المطالب. وتشمل هذه المطالب تحسين ظروف التكوين، توفير معدات طبية كافية وصالحة، وحل مشكلة تدبير مخزون المركز، حيث انتقد الطلبة تأخر الإدارة في الإعلان عن الصفقات العمومية لتوفير المعدات إلا بعد نفاد المخزون.
يأتي هذا التحرك في وقت يخدم فيه المركز الجامعي ابن رشد، الذي يضم 106 كراسي طب أسنان، حوالي 1.6 مليون مريض سنويًا، مما يجعله مرفقًا حيويًا لسكان جهة الدار البيضاء-سطات. ومع توقف التداريب الاستشفائية، قد يتأثر المرضى الذين يعتمدون على هذه الخدمات، لكن الطلبة يرون أن التصعيد "ضروري" للضغط من أجل التغيير.
يندرج هذا الإضراب ضمن سلسلة احتجاجات لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في المغرب. وكان طلبة الطب قد خاضوا في 2023-2024 إضرابًا طويلًا ضد تقليص سنوات الدراسة، انتهى باتفاق بوساطة مؤسسة وسيط المملكة. ويبدو أن التوترات بين الطلبة والإدارات الجامعية مستمرة حول قضايا التكوين والموارد.
حتى الآن، لم تصدر إدارة المركز الجامعي ابن رشد أو الجهات المسؤولة، كوزارة التعليم العالي أو وزارة الصحة، أي تعليق رسمي على الإضراب. في المقابل، دعا الطلبة زملاءهم إلى الالتزام بالتحرك والمشاركة في وقفات احتجاجية مستقبلية سيتم الإعلان عن برنامجها لاحقًا.
يضع هذا الإضراب المركز الجامعي ابن رشد تحت المجهر مجددًا، مع تساؤلات حول قدرة الإدارة على الاستجابة لمطالب الطلبة وتجنب تفاقم الأزمة. وتبقى الأنظار متجهة نحو تطورات الأيام القادمة لمعرفة ما إذا كان الحوار سيُفضي إلى حل أم أن التصعيد سيستمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق