
كتب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة تاريخاً جديداً لكرة القدم المغربية، بتتويجه بلقب كأس الأمم الإفريقية للناشئين للمرة الأولى، بعد فوزه المثير على المنتخب المالي بركلات الترجيح (4-2) في المباراة النهائية التي استضافها ملعب البشير بمدينة المحمدية، مساء اليوم السبت.
وانتهت المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل السلبي (0-0)، حيث شهدت ندية كبيرة بين الفريقين، مع أداء دفاعي متميز وفرص هجومية لم تترجم إلى أهداف. لجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح لتحديد الفائز، وهنا برز نجم الحارس المغربي شعيب بلعروش، الذي تصدى لركلتي جزاء حاسمتين، ليقود أشبال الأطلس إلى رفع الكأس القارية للمرة الأولى في تاريخهم.
بدأ المنتخب المغربي، بقيادة المدرب نبيل بها، المباراة بعزيمة قوية لتحقيق اللقب الذي أفلت منه في النسخة الماضية بالجزائر، حين خسر أمام السنغال (1-2). منذ البداية، حاول الأشبال السيطرة على إيقاع اللقاء، معتمدين على التمريرات القصيرة والهجمات المرتدة. في المقابل، سعى المنتخب المالي إلى مباغتة دفاعات المغرب بهجمات سريعة، وكاد أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 20 عبر اللاعب صوميلا فان، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي لمسة يد.
طوال الشوط الأول، تبادل الفريقان السيطرة دون نجاح في هز الشباك، حيث تألق الحارسان شعيب بلعروش ولآمين سينابا في إبعاد الخطر. وفي الشوط الثاني، واصل المنتخب المالي ضغطه، لكن بلعروش كان في الموعد، محبطاً عدة محاولات خطيرة. من جانبه، أضاع المنتخب المغربي فرصاً سانحة للتسجيل بسبب التسرع في اللمسة الأخيرة، لتنتهي المباراة بالتعادل ويحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح.
في ركلات الترجيح، أظهر المنتخب المغربي ثباتاً انفعالياً كبيراً، حيث نجح لاعبوه في تسجيل أربع ركلات، بينما تصدى الحارس شعيب بلعروش لركلتين من المنتخب المالي، ليمنح المغرب لقبه القاري الأول في هذه الفئة العمرية. هذا الإنجاز جاء ليعزز آمال الجماهير المغربية في جيل واعد يبشر بمستقبل مشرق لكرة القدم الوطنية.
شهدت مدرجات ملعب البشير حضوراً جماهيرياً كبيراً، حيث هتفت الجماهير المغربية طوال المباراة تشجيعاً للأشبال. وعبرت الجماهير عن فرحتها العارمة بعد التتويج، معتبرة هذا اللقب خطوة مهمة نحو استعادة مكانة المغرب في كرة القدم الإفريقية للفئات الشابة. من جانبه، هنأ الاتحاد المغربي لكرة القدم المنتخب عبر بيان رسمي، مشيداً بجهود اللاعبين والطاقم الفني.
يأتي هذا التتويج ليؤكد التقدم الكبير الذي تحققه الكرة المغربية على مستوى الفئات العمرية، بعد الإنجازات الأخيرة للمنتخب الأول في كأس العالم 2022. ويعد هذا اللقب دفعة معنوية كبيرة للاعبين الشباب الذين يطمحون إلى تمثيل الأسود في المستقبل. كما عززت هذه البطولة، التي استضافها المغرب، صورة البلاد كوجهة رئيسية لتنظيم التظاهرات الرياضية القارية.
بهذا الإنجاز، يكون المنتخب المغربي قد أضاف نجماً جديداً إلى سجله، محققاً حلم الجماهير بإبقاء كأس إفريقيا للناشئين في أرض الوطن. مبروك لأشبال الأطلس، وإلى مزيد من الإنجازات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق