"نيو موتورز" المغربية تتأهب لإطلاق طراز كهربائي جديد وتوسيع صادراتها إلى أوروبا وأمريكا
تستعد شركة "نيو موتورز" المغربية، رائدة صناعة السيارات الكهربائية في المملكة، لإطلاق طراز جديد خلال العام الجاري، في خطوة تعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للصناعات المتقدمة. وكشف نسيم بلخياط، مؤسس ورئيس الشركة، عن خطط طموحة لتصدير السيارات المغربية إلى أسواق أوروبا وأمريكا بعد الحصول على التصديقات الدولية اللازمة، بالإضافة إلى استهداف أسواق إفريقية واعدة.
منذ يونيو 2024، بدأت "نيو موتورز" تسليم سياراتها الكهربائية للعملاء في السوق المغربية، بمعدل 30 سيارة شهريًا، موجهة للأفراد والشركات والإدارات الحكومية. وأكد بلخياط، خلال مشاركته في النسخة الثامنة من ملتقى طنجة لصناعة السيارات، أن الشركة نجحت في بناء قاعدة عملاء متنوعة، مع طلبيات من دول إفريقية مثل السنغال وساحل العاج وغينيا.
لتعزيز قدرتها الإنتاجية، قامت "نيو موتورز" بتوسيع مصنعها في عين عودة (جهة الرباط-سلا-القنيطرة) من 3 آلاف إلى 10 آلاف متر مربع. ويتيح هذا التوسع زيادة الإنتاج من 10 سيارات يوميًا حاليًا إلى 20 إلى 30 سيارة يوميًا بحلول العام المقبل. وتطمح الشركة إلى تحقيق طاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 15 ألف سيارة خلال ثلاث سنوات، مع خطط لدخول البورصة لتمويل مشاريعها المستقبلية.
سيارة مغربية بإدماج محلي مرتفع
تتميز سيارات "نيو موتورز" بنسبة إدماج محلي تصل إلى 65%، حيث تصنع الشركة هيكل السيارة ونظام الكابلات الكهربائية محليًا بالتعاون مع 43 شركة مغربية. وقال بلخياط في تصريح لوكالة "بلومبرغ": "أردنا تصميم سيارة في متناول الجميع، كما فعلت فولكس فاغن قبل قرن من الزمان". هذا النهج يعكس رؤية الشركة لتقديم منتجات تنافسية بأسعار معقولة، مع دعم الاقتصاد المحلي.
تأتي طموحات "نيو موتورز" في سياق استراتيجي أوسع يهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كمركز لتصنيع السيارات، حيث تنتج المملكة حاليًا 700 ألف سيارة سنويًا، يُصدر 90% منها إلى أوروبا. ومع دعم ملكي واضح، تجسدته زيارة الملك محمد السادس لتقديم النموذج الأول في مايو 2023، تستعد الشركة لخوض منافسة عالمية في سوق السيارات الكهربائية المزدحم بشركات مثل تسلا وبي واي دي.
ومع ذلك، تواجه "نيو موتورز" تحديات تتعلق بتلبية معايير الجودة والسلامة في الأسواق الدولية، إلى جانب ضرورة تقديم ميزة تنافسية فريدة. ولم تكشف الشركة بعد عن تفاصيل الطراز الجديد، مما يثير الفضول حول مواصفاته وقدرته على جذب العملاء عالميًا.
نقلة نوعية لصناعة السيارات المغربية
يمثل مشروع "نيو موتورز" علامة فارقة في مسيرة المغرب نحو السيادة الصناعية، مدعومًا باستثمارات في مصانع بطاريات السيارات الكهربائية في طنجة والقنيطرة. وباستثمار إجمالي يبلغ 156 مليون درهم، وتوقعات بإحداث 580 منصب شغل، تساهم الشركة في تعزيز القيمة المضافة المحلية وتطوير سلسلة توريد متكاملة.
تظل الأنظار متجهة نحو "نيو موتورز" وهي تستعد لكتابة فصل جديد في تاريخ الصناعة المغربية، مع وعود بسيارة كهربائية تحمل بصمة "صنع في المغرب" إلى العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق