شهدت مدينة توريخون دي أردوز، التابعة لإقليم مدريد، حادثة مأساوية أودت بحياة شاب مغربي يبلغ من العمر 35 عامًا، بعد تعرضه للخنق على يد شرطي بلدي خارج ساعات الدوام الرسمي. الحادث، الذي وقع مساء الثلاثاء 17 يونيو 2025، أثار موجة غضب واسعة بين أفراد الجالية المغربية في إسبانيا، خاصة بعد قرار السلطات القضائية الإفراج المشروط عن الشرطي المتهم.
وفقًا لتقارير إعلامية، استخدم الشرطي، الذي كان مرفوقًا بزميل متقاعد، تقنية "الخنق الخلفي" أثناء محاولة توقيف الشاب المغربي، الذي اتهم بسرقة هاتف محمول. تظهر مقاطع فيديو التقطها شهود عيان لحظات الحادث، حيث يظهر الشرطي وهو يقيد الضحية من رقبته لمدة طويلة، بينما يطالب المارة بإطلاق سراحه. لكن الشاب، الذي يُدعى عبد الرحيم وفقًا لمصادر محلية، توقف عن الحركة ولفظ أنفاسه الأخيرة في مكان الحادث.
أوقفت الشرطة الوطنية الشرطي المتهم وعرضته على القضاء، الذي قرر يوم الخميس 19 يونيو الإفراج عنه بشروط تشمل سحب جواز سفره وإلزامه بالمثول أمام المحكمة يوميًا. هذا القرار أثار استياءً عميقًا لدى أسرة الضحية والجالية المغربية، التي اعتبرته غير عادل. وفي تصريح لوسائل إعلام، عبرت شقيقة الفقيد عن صدمتها قائلة: "أخي قُتل خنقًا في الشارع، والعدالة تُطلق سراح القاتل؟ نطالب بتدخل السلطات المغربية لإنصافنا."
فتحت السلطات تحقيقًا لكشف ملابسات الحادث، ومن المتوقع أن يحدد تشريح الجثة، المزمع إجراؤه قريبًا، الأسباب الدقيقة للوفاة. في الوقت نفسه، نظم مغاربة في إسبانيا احتجاجات تطالب بالعدالة ومحاسبة المسؤولين، وسط اتهامات بالعنصرية واستخدام القوة المفرطة ضد المهاجرين. كما دعا ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، مثل منشورات على منصة إكس، إلى تحقيق شفاف وموقف قوي من الخارجية المغربية.
تُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان قضايا سابقة أثارت جدلاً حول عنف الشرطة والتمييز ضد المهاجرين في أوروبا، مما يضع السلطات الإسبانية أمام اختبار لضمان العدالة وتهدئة التوترات المتصاعدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق